Friday, October 22, 2010

تشكيل عصابه لخطف ماما وبابا



سؤال يطرح نفسه، ما هو الحل؟ إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يسبب ضيقا وحزنا كبيرين للابن، فماذا يفعل؟

ذات يوم تفتق ذهني عن حل عبقري، لماذا لا ننشئ جماعة إرهابية أو عصابة لخطف الآباء المغضوب عليهم؟ حينها بالطبع سوف يفكر كل الآباء مئة مرة قبل أن تسول لهم نفوسهم إغضاب الابن بأي سلوك كان.

:)~

وأخذت أتصور المكان الذي سنحتجز فيه الآباء بعد اختطافهم، هل نحتجزهم في "أودة الفران"؟ أم نرسلهم بطائرة إلى مثلث برمودا ونتخلص منهم إلى الأبد؟ هل لنا أن نبتكر وسائل تعذيب حديثة لهم؟ أم لا داعي إلى ذلك فإنهم في الأول وفي الآخر أهلنا برضو؟

وأخذت أتخيل كيف سيغرق الأبناء بعد ذلك في تبذير وتبديد أموال الوالدين بعد رحيلهما، وسوف يقيمون حفلا ضخما ويدعون أصدقاءهم ليشربوا كأسا (من عصير التفاح الطبيعي) بمناسبة الحرية التي حصلوا عليها أخيرا.

ثم تخيلت فجأة أن واحدا من بين الأبناء سوف يعلن وصايته على البيت وعلى إخوته بعد رحيل أبويه ويبدأ في تكرار المأساة وسيعيد التاريخ نفسه، فإذا بي أنزعج بشدة.. وعندها اكتشفت إني كان لازم أتغطى وأنا نايمه

أي ابن وهو في بداية طريقه للمطالبة بحقوقه مع والديه، لابد أن تصدر عنه بعض الأخطاء، كما سوف يتعرض لمواجهة عنيفة ورفض من قبل والديه بلا شك حتى يبدأوا في تقبل مطالبه الجديدة والاستجابة لها تدريجيا، ويبدأ هو أيضا في إيجاد وسائل أكثر نضجا للوصول لأهدافه.

ولأن المادة طبعا لا تفنى ولا يمكن بتاتا أن تستحدث من العدم، لا أتصور من الابن أن يكون فجأة مثاليا ناضجا هادئا حاسبا لكل خطواته متزنا في انفعالاته وهو يطالب والديه بحقوقه، من أين سيأتي بتلك المثالية؟ هيجيب منين؟؟

لو أنه نشأ فوجد أن والده عندما يختلف معه فإنه يعنفه ويرفع صوته عليه أو يضربه أو يستخدم سلطاته في قهره والضغط عليه، كيف سيتعلم أن يقدم مطالبه إلى والديه عن طريق الحوار الهادئ والتفاهم؟؟

وفي المقابل لا يتوقع الابن أن يستجيب له والداه منذ الوهلة الأولى، فلا ضير من صفعتين وعدة ركلات على الماشي

:)

إنه ليس تحريضا ولا موافقة مني على العنف، ولكن- بالمنطق وبالواقع وعلما بطبيعة البشر- الصدام مرحلة سوف تحدث لا محالة، إلى أن يبدأ الطرفين في فهم بعضهما البعض والبحث عن وسيلة أخرى للتواصل والتعايش السلمي!

ليس بالضرورة أن يستجيب كل الآباء لمطالب أبنائهم ببساطة وسلاسة وبمجرد أن يطالبوهم بها، هناك آباء لن يستجيبوا إلا بعد عدة زلازل وانقلابات حتى يبدأوا في استشعار أهمية أن يجدوا علاجا لهذا الصداع المزمن المدعو ابنـًا!

وجدير بالذكر أن بعض الآباء لن يكون علاجهم لهذا الصداع سوى القهر وكسر شوكة الابن وتحطيم رأسه وسحقه تماما بلا رحمة، وكأنهم يأخذون الأمر بشكل من التحدي والعداء وإثبات الذات بالتخلص من الآخر والقضاء عليه حتى ولو كان هذا الآخر هو فلذة أكبادهم كما يدعون. وهذه النوعية في الحقيقة لا يقهرها إلا الله، وربنا ع المفتري بقى.

ولكني أؤمن أن الشريحة الأكبر من الآباء سوف تستجيب مع الوقت ولو كانت استجابة نسبية، وستعالج الأمر بشيء من التنازل والحب والتقرب إلى الابن، وستجدي معها المحاولة على المدى البعيد حتى وإن لم تتحقق للابن النتيجة المثالية كما كان ينشدها... لكن يجب على الابن أن يحاول!

هذا لأن معظم الآباء في الغالب يسيئون للابن جهلا منهم أو نتيجةً لأفكار ومفاهيم خاطئة تكونت لديهم، مع التأكيد أن بعض إساءات الآباء لأبنائهم تكون بسبب الأنانية وقسوة القلب مع الأسف الشديد.

إذا حاولت أن أضع اقتراحاتٍ أو أفكارا أو وسائلَ تساعد الأبناء على التعامل مع أبوين غير متفاهمين، يجب أن أوضح إنني لا أدعي امتلاك حلول لمشاكلنا مع آبائنا، ولست أخصائية اجتماعية، وإنما كل ما بوسعي أن أقدمه هو استلهامات من تجارب بعض الأبناء التي حققت نجاحا نسبيا، وبعض الأساليب التي تساعد على التخفيف من حدة المشكلة أو على الأقل تقدم نوعا من أنواع التعويض للابن، مع التوضيح مبدئيا أن على الابن أن يلجأ إلى الله ويطلب منه المساعدة والهداية مع الأخذ بالأسباب.

أول اقتراح وأهم اقتراح في رأيي أن يكون للابن هواية أو نشاط يستحوذ على اهتمامه ويعبر فيه عن نفسه بعيدا عن دائرة مشاكله مع والديه. ذلك أن انشغال وقت الابن بأنشطة وهوايات يحبها ويجد فيها نفسه سيقلل من الوقت والاهتمام المتبقي لديه للصراع مع والديه.

كذلك فإن وجود علاقات أخرى خارج حدود المنزل الكئيبة سواء كانت مع أصدقاء أو أساتذة أو جيران- خاصة لو كان من بينهم شخص أكبر سنا وأنضج عقلا وأرحب صدرا، قادر على احتواء الابن وتعويضه نسبيا عن أبويه- سوف يساعد ذلك على تزويد الابن بالحب والاحترام وممارسة نوعا آخر من التعاملات القائمة على الحوار والتفاهم والتسامح بدلا من تلك القائمة على العض والرفس والنطح!


ثالثا: المعرفة ثم المعرفة ثم المعرفة ... على الابن أن يقرأ ويتعلم ويبحث ويبدأ في تربية نفسه بنفسه من جديد واكتساب معارف ومعلومات وخبرات تزيد من قدرته على حل مشكلاته وتوسع مداركه وتساعده على التطور والنمو أو على الأقل تملأ ذهنه بأشياء أخرى بجانب علاقته بأهله ومن ثم تقلل من مساحة معاناته واهتمامه بتلك العلاقة غير الناجحة.

وهذا الاقتراح تحديدا واسع الأهمية... لأنه سيعينك على اكتشاف كثير من أخطاء أبويك وسيعينك أيضا على التغلب على أي مزاعم غير صحيحة يدعيها الآباء أحيانا لتبرير مواقفهم أهمها استخدام الدين في إقناعك بالطاعة العمياء لهم وقهر أي محاولة لك أن تتمرد عليهم حتى وإن كنت على صواب.

بالمعرفة فقط تستطيع أن تدرك خطأ ما يزعمون وتتغلب على أي محاولة لتشويه وتخريب وإفساد عقلك، وإنك لن تتخلص من هذا الهراء لو أصريت على الاحتفاظ بجهلك.

آباؤنا هم المصدر الأول للتعلم والتعرف على الحياة، وأن تكتشف أن هذا المصدر غير أمين ولا يزودك بمعلومات صحيحة فضلا عن أن تتصدى له وتخلق أفكارك وقناعاتك الخاصة- هي مسألة ليست سهلة، لذلك اقرأ .. اقرأ ... اقرأ.


وأخيرا كلما قل اعتمادك على والديك فكريا وعاطفيا إلى أن تحقق اكتفاءا ماديا وكلما زادت مساحة استقلالك عنهما زادت فرصتك في الحصول على مساحة أكبر من الاحترام من والديك ومساحة أخرى من الإنصات والاستجابة لما تقول.


أفيدونا بتجاربكم على هذه المدونة

Friday, October 1, 2010

هل تحترم ابنك؟

عندما تدخل إلى المنزل - أيها الأب أو أيتها الأم - أو عندما تقترب من غرفة أحد الأبناء، كيف يكون شعور ابنك؟ هل سألت نفسك هذا السؤال من قبل؟ بعض الأبناء يشعر بالضيق.. بعضهم يشعر بالخوف.. البعض يشعر بالتهديد والخطر.. والبعض يشعر بالإنزعاج فقد كانت الأوضاع مستقرة وكان مطمئن النفس صافي الذهن قبل أن يفقد توًا هدوءه لسبب معروف.

إنها مشاعر.. لغة المشاعر.. وهي لغة لا أطمح أن يستوعبها كثيرون، لأنهم لم يتعلموا أبجدياتها بل على الأرجح إنهم لم يحاولوا ذلك.. كما لا أطمع أن يطرح الآباء على أنفسهم هذا السؤال أصلا - إلا من رحم ربي. لذلك لن أندهش إذا لم يفهم كلامي -في هذا المقال وفي هذا المقال بالذات- كثير من الآباء، ولذلك أيضا ومنذ البدء أعلن أن ما سأقوله "كلام مش هتفهموه"ـ

لو حدثت والديك عن أهمية تقدير رأيك (رأي إيه يا أبو رأي؟) أو عن احترام شخصيتك (جاك وجع في شخصيتك) أو عن مراعاة مشاعرك (هو انت بتحس ولا عندك دم؟) أتحداك أن تحتفظ بكرامتك في حوالي نصف الحالات تقريبا كما أتحداك أن يستوعبا كلامك أصلا في الغالبية العظمي منها.

ولو أردت أن تصل بهذا المشهد الهزلي إلى أقصى مداه استعمل أمامهما كلمات مثل: "ضرورة الحوار"، و"احترام الخصوصية"، و "ثقافة الاختلاف"، و"مشاركة الاهتمامات"، و"حرية التعبير".. وابقى احكي لي إيه اللى حصلك بعدها

الاحترام معنى غائب غيابا كبيرا من على خريطة أولويات الآباء. فكثير منهم يجزلون العطاء المادي للأبناء لكن يصحبون هذا العطاء بجفاء في العواطف، أو قسوة في التعامل أو جرح للمشاعر، ثم ينعتون الابن بالجاحد عندما يشكو سوء المعاملة ويغضب من الإساءة المعنوية.. وفقا للمثل الشعبي "لاقيني ولا تغديني"ـ

ولكن يراه الوالدان "متدلع" وفي رواية أخرى "مصروم" وناكر للجميل ولم يقدر ما يقدم والداه وما يفعلان من أجله، وإنه لا يعاني إلا من الرفاهية والترف والتدليل الذي أفسده... وليس له علاج إلا الحرمان. ويتراءى لهما أنهما لو كانا قد حرما هذا العاق من هذه الماديات كما حُرم أبناء غيره لانصلح حاله ولكان أكثر برا لهما!!

الأبناء عادة يتحدثون في وادٍ، بينما يتحدث الآباء في وادٍ آخر. يتحدث الابن عن حقوقه المعنوية واحترام مشاعره واحترام رأيه وحريته وكرامته ويغضب من الإساءة لأي من هذه الأمور -سواء بقصد أو بغير قصد- ومعه كل الحق في ذلك.. لأن الاحترام ملمح من ملامح إنسانيته. بينما يتحدث الآباء عن جدهم وتعبهم ليل نهار من أجل توفير احتياجات الابن الأساسية.. من غذاء وكساء ومأوى ... وأمور في مجملها مادية بحتة، ومعهم بعض الحق في ذلك فعلى الابن أن يقدر سهرهم على راحته.

ويرى الوالدان أن الابن لا يقدم مقابلا -ماديا أيضا- لكل ما يقدم له الوالدين من عطاء [[مادي]]، بل ويقارنان أيضا بين ما كان يقدمه لهما آباؤهما في السابق وبين ما يقدمان لأبنائهما الآن، في مقابل زيادة قدرة الأبناء في هذا العصر على مناقشة ومناطحة ومعارضة الآباء ما لم يكن سابقا- في علاقة آبائنا بأجدادنا- أكثر من مجرد خيال علمي.

وعليه يزداد اقتناع الآباء أنهم يعطون أكثر مما أخذوا ويأخذون أقل مما أعطوا. وتتفاعل أفكارهم قاصرة الرؤية حتى تصل إلى نتيجة مفادها أنهم دللونا وتركوا لنا الحبل على الغارب! كل هذا وقد تناسوا تماما أن حقوق الابن على والديه ليست فقط حقوقا مادية تنحصر في تلك الاحتياجات التي يشترك فيها الإنسان والحيوان على حد سواء.

لذا فعندما تتحدث -كابن- عن ثقتك في نفسك التي يهدمها والدك يوميا بكلامه السلبي وتوبيخه وتجريحه وهجومه على ذاتك وعدم احترامه لك، يرد والدك بأنك لا تنشغل إلا بالتفاهات. وكذلك الأمر إذا تحدثت عن قيم ذوقية أخرى بدءا من طرق باب غرفتك قبل اقتحامها فجأة وكأنك توًا قد تحولت لمدمن بانجو يقع في قبضة أحد رجال الشرطة!! ---ـ

مرورا باستخدام لغة آدمية رقيقة في توجيه طلب أو خطاب إليك من أحد والديك، فبدلا من جملة "انت مبتردش ليه يا حيوان؟" لم لا تكون "ألم تسمعني يا فلان؟" مع استخدام اسمك الذي ربما لا تكاد تسمعه إلا في الأعياد والمناسبات الخاصة حيث تم استبداله في الغالب بأحد أسماء الحيوانات، أو بدلا من جملة "إياك أن تتأخري خارج البيت يا بنت الـ(....)!!" تفضل جملة "أخاف عليك من البقاء خارج البيت لساعة متأخرة يا ابنتي" ---ـ

وانتهاء بعدم انتهاك كرامتك سواء بالكلام أو بالاعتداء البدني أمام الناس أو حتى على انفراد. كل هذا في نظر كثير من الآباء تفاهات.. ولا أدرى ماذا تبقى إذن -لدى هؤلاء الآباء- لم يصنف ضمن التفاهات؟

الأهل من هذا النوع غير قادرين على استيعاب لغة المشاعر والقيم الإنسانية الأرقى، كما إنهم لا يمكن أن يدفعوا أبناءهم للنضج والنمو الشخصي ولا أن يشجعوهم على النبوغ في موهبة أو المشاركة في بناء مجتمعهم أو الانشغال بهموم وطنهم أو ممارسة أي هواية بناءة. ويزداد الأمر غرابة إذا كان هؤلاء الأهل- على الرغم من كل ذلك- من المتعلمين!

المشكلة الكبرى أن معظمنا –أيا معشر الأبناء- يتحول تدريجيا إلى نسخة طبق الأصل من أبويه، وبعد عقدين من الآن في الغالب سيردد ابنه نفس هذا الكلام عنه.

آباؤنا يحتاجون لدروس في الحب ودروس في الحنان ودروس في المعاملات الصالحة للاستهلاك الآدمي، ودورات مكثفة في التربية والحوار واحترام الذات. وعن تجارب كثيرة- شخصية وغير شخصية- صدقوني كثير من الآباء لا يفهمون هذا الكلام أصلا!! والكلام معهم بهذا الصدد ومحاولة إقناعهم ما هو إلا ضرب من ضروب [[العبــــــث]] لا طائل منه!ـ

لا أجد ختاما أفضل من أن أسوق موقفا طريفا لأحد الآباء يقول ((في بداية حياتي عندما تزوجت، غيـّر والدي أسلوبه في الخطاب معي فقد صرت الآن مسئولا وعلى وشك أن أصير أبا، فحدثني في الهاتف يدعو لي بالفلاح والتوفيق في حياتي وناداني قائلا (يا أستاذ فلان)، قلقت بشدة وقلت له: "ارض عني يا والدي! ... هل أنت غاضب علي؟؟ لماذا تغيرت في كلامك معي؟"))

وحتى أزيل الدهشة عن القارئ فإن والده كان دائما ما يناديه بقوله "يابن الكلب"، لدرجة أن صارت أذنه أكثر ألفة مع هذا اللقب، وأكثر نفورا عند سماع اسمه الحقيقي!

Thursday, September 16, 2010

أشعر بالضيـــاع


هذه ورقة أجزم أنها موجودة وسط أوراق كثير من الأبناء وفي وجداناتهم، وإن كانت هناك بعض الفروق في الصياغة..

"أشعر بالضياع... لدي قدر كبير من الأحزان وليس ثمة صدر يحتضن آلامي.. وأحمل برأسي تساؤلات عديدة بينما أبحث حولي في كل مكان عن شخص يمتلك شيئا من الإجابة فلا أجد سوى أصداء من العدم
أسير وحدي ولا أجد من يحميني ويرشدني في طريق الحياة... أفتقر لمن يفهمني أو يشعر بي..
يخيل إلي أنني لو سددت مسمعي وحاولت أن أنصت إلى أعماق أعماقي فلن أسمع سوى صراخ وبكاء واستغاثة
رأيت بمنامي ذات يوم ... طفلا صغيرا يجلس على شاطئ البحر يبني بنيانا من الرمل، بينما تباغته موجة عاتية وعنيفة بين الحين والآخر فتهدم ما بناه وتسويه بالأرض.. وكلما كبر الطفل استعمل مادة بناء أقوى شيئا فشيئا..
إلى أن صار لديه بنيانا قويا لا تقدر عليه أمواج البحر... ولكنه نظر بداخل هذا البنيان فإذا به يجد فتى يافعا يشبهه تماما ويماثله في القوة... يشتبك معه فيتشاجران ويحتدم العراك... فينهك أحدهما قوى الآخر ويستطيع أن يخرجه خارج البناء..
ليدخله بعد ذلك بمفرده ... فإذا غلبه الدخيل الذي يشبهه من حيث الشكل، يبدأ فورا في هدم وتكسير ما بناه... !!
حتى إذا استجمع قواه وعاد فأخرجه من بيته... ثم بدأ في ترميمه مرة أخرى.... فإذا بالدخيل يعود ويواصل التدمير من جديد!
استيقظت من نومي وكأنني لتوي قد اكتشفت أني أعيش وحدي منذ أكثر من عشرين عاما!!!"

لعلها قد عبرت، تلك الخاطرة، عما يدور بخلد كثير من الأبناء، وما يوجد داخلهم من صراع وإحساس بالضياع، وتشوهات تركتها في نفوسهم ممارسات هدامة من قبل الوالدين في الصغر، انتهى زمنها وبقى أثرها محفورا في تكوين الابن ملازما له في باقي حياته..

استيقظت يوما من نومي على خبر زواج شابة من بسطاء المجتمع، قررت أن تهرب من لقب "عانس" بأن تشتري زوجا مدمنا ومجرما ورد سجون بما يطمع فيه من مالها اليسير، وهي تعلم هذه الحقيقة ولكنها توافق على تلك الصفقة!!
وبعد أن انتهكها وأذلها وأهانها زوجها ومن قبله مجتمعها وأسرتها، أنجبت طفلا وكانت تغتال براءته كما اغتيلت آدميتها من قبل... أبسط ما كنت أسمعه إنها كانت تلسعه بلهب الشمعة وهو ابن ثلاث السنوات..

وبعد رحلة طويلة من الصبر على زوج مجرم ثمنا لعدم الحصول على لقب "مطلقة"، إلا إن هذه الصفقة لم تنجح هذه المرة إذ أن الثمن باهظ لم تقدر على تحمل تكاليفه الشاقة، انفصلت عن زوجها بعدما أنجبت طفلة أخرى، علمت منذ اليوم الأول لميلادها أن ضحية أخرى قد برزت إلى الوجود.

هذه المرأة المشبعة بالتعاسة والشقاء والهوان كيف لها أن تكون أما؟ إنها بحاجة إلى الرعاية من قبل أن ترعى ابنيها تعـِسـَيْ الحظ.
غير أن هذا السيناريو غير قاصر على الجهلاء وقاع المجتمع فحسب..أكاد أجد نماذج موازية من الانتهاك في الأسر ميسورة الحال ومتوسطة -وأيضا عالية- التعليم!! لكن فيما يبدو إنهم لم يأخذوا من رقي التعليم والطبقة الاجتماعية نوعا موازيا من الرقي في الفكر والشعور والإنسانية.

كلما رأيت أما أو أبا يسيئون فهم ومعاملة ابن أو ابنة، شعرت بضيق كبير وأخذت الأمر بشكل شخصي .. أحاول عبثا أن أقنع الوالدين بخطئهم غير أني أصطدم غالبا برأس حديدية وجمود وتعصب وإصرار على الاستمرار بنفس منهج التعامل ولا مبالاة بما يقع على الابن من آثار سلبية متراكمة وممتدة.. وفي المقابل يتدهور حال الابن أو الابنة يوما بعد يوم.. ويزداد ضياعا... وفي أغلب الأحوال لا يقوده تفكيره الفقير إلى الخبرة ولا معاناته الغنية بالحيرة إلى حلول سليمة لمشكلته المركبة والمتشعبة مع والديه.

أتساءل عن السر وراء هروب كثير من المراهقين والشباب إلى أي نوع من أنواع الإدمان أو الصحبة الفاسدة.. أتساءل لماذا نجد في مذكرات أو كتابات أو يوميات كثير من المراهقين والمراهقات كلاما عن الحزن والألم والمعاناة والشعور بالوحدة والتخبط؟ وهل وراء كل هذا خيط مشترك؟

أبحث عن حل جدي لتلك المشكلة، من لي بوسيلة تعين الآباء على إدراك ما يحدث من تشوهات في نفوس أبنائهم؟ وإلى أي مدى كبيرة هي عواقب ما يفعلون؟
ومن لي بوسيلة تمنع الوالدين من إيذاء الأبناء؟ من يحكم إذا كان هذا الأب أو تلك الأم صالحين للقيام بدور تربوي أم لا؟
من يضع الحد الأدنى من شروط الصلاحية الواجب توفرها في الأم والأب ... ومن ثم يمنع أو على الأقل يحجم من توسع الوالد غير المؤهل في استخدام سلطاته على الابن...؟
وما هو مصير ابن نشأ في كنف والدين غير صالحين، ومجتمع غير واعٍ، سوى التخبط والتمزق والضياع؟

Wednesday, September 1, 2010

حـ تروح النار!!

أولا وقبل كل شيء ليس لأحد من الناس أن يقرر على الله أن يدخل إنسانا الجنة أو النار أو أي مكان

مش شغلك يا أخينا

أقصى حدودنا أن نقول ربنا قال هذا حرام أو هذا حلال على حد معرفتنا

أما كيف سيحاسب الله خلقه ومن سيعاقب أو من سيرحم فهذا ليس من شأن أحد إلا الله

ماشي؟؟؟

ثانيا:

إذا كنا سنتحدث باسم الدين وما قال الله في كتابه، فيجب أن يسري هذا الكلام على كل شيء وكل فرد.. لا أن نذكر ما يوافق هوانا ونسكت عما من شأنه أن يحملنا نحن أيضا المسئولية ولا يعفينا من الحساب

احنا ح نـّـقـّـي؟

أما ما أشاهده وأعايشه كثيرا من أمر أطلق عليه اسم "العدالة العوراء" فما هو إلا نوع من البرجماتية البحتة

لا يذكر أحكام الدين إلا من زاوية واحدة تحقق له نفعا أنانيا أما باقي الجوانب فهي مسكوت عنها

فيصبح الحرام والحلال والحساب والجنة والنار خاصين بأفعال الابن فقط

أما الوالدان فهما لا يخضعان لنفس المعايير

مع إن في حالات كثيرة قد يكون الخطأ الرئيسي صدر عن أحد الوالدين وتسبب في رد فعل خاطئ أيضا من الابن

ولكن عدالة مجتمعنا العوراء لا تستطيع أن ترى إلا بعين واحدة مسلطة على الابن فقط

فهو وحده الذي يجب أن يخشى الله ويتقي غضبه وهو وحده... اللي هيروح النار

إذا كان الابن المتمرد هيروح النار ... أين سيذهب الوالد الظالم؟ ... إلى مارينا؟؟

هو ربنا مبيحاسبش حد غيرنا؟؟

أم إنه فتح الجنة والنار لحساب الآباء؟؟

والغريب أن يصل الأمر بآباء وحتى أبناء كثيرين إلى الاعتقاد أن من حق الوالدين أن يفعلا ما يحلو لهما في الأبناء!!

طيب ازاي؟؟

الله لم يصطفِ قطاعا من خلقه وجعل لهم حقوقا وامتيازات بلا سبب أو مقابل

إذا كان للآباء حقوق، فللأبناء أيضا حقوق

إذا كان عقوق الابن لأبيه لا يرضي الله، فظلم الوالدين للأبناء لن يرضيه أيضا

وإذا كان الدين يحكم على الابن ألا يتمرد على والديه فقد سبق وحكم على الوالدين ألا يكونا مستبدين ولا ظالمين

إذا كان الدين أعطى الوالدين حق إنزال العقوبة وامتلاك سلطة على الأبناء فهذا لا يعني التعسف والقهر في استخدام تلك الصلاحيات

ثم إننا لسنا في حاجة أصلا لنص حرفي من الدين حتى نفهم أن رفض الظلم والكيل بمكيالين شيء مشروع ومباح

حلاال .. حلااال ... حلاااال

فهذه من البدهيات والمسلمات الفطرية والمنطقية


وبلغة الواقع

إذا رفعت سلاح الدين باستمرار لقمع الابن من جهة ودعم الوالد ظالما أو مظلوما من جهة أخرى

فسيؤدي ذلك إلى تراكم الغضب والغليان داخل الابن حتى ينفجر ضاربا عرض الحائط بكل الأعراف الاجتماعية والأحكام الدينية اللذين لم ينصفاه من والده

وإذا تمادينا في الإصرار على هذه القناعة الغير عادلة فلن نصل بالأبناء إلا إلى إحدى الحسنيين:

الإلحاد أو الانتحار

:))

من منا يمتلك الشجاعة الكافية كي يواجه الوالدين ويراجعهما بدلا من اللجوء دائما للخيار الأسهل وهو لوم الابن وتوبيخه؟

من منا يمتلك البصيرة والفطرة السليمة حتى يفرق بين تمرد الابن بسبب الجحود وتمرد الابن كرد فعل على الظلم؟

وعليه فإن طريقة معالجة الأمر يجب أن تختلف

هل نستطيع أن نتخلص من التعصب والذاتية ونلزم الحياد والعدل؟

لماذا نضع كل الأبناء في سلة واحدة ونجعل القضايا جميعها محسومة لصالح الوالدين دائما وضد الأبناء غيابيا؟

ونساوي الابن المظلوم بالظالم مع إنهم لا يستوون عند الله

Friday, July 16, 2010

في بيتنا قوانين وضعية


فضيحة!

إنها بالضبط حالة تشهير و"نشر غسيل" وفضيحة بجلاجل وجرسة أم حناجل ونوع من أنواع "فرد الملاية" لمواطن!

ولنفترض أن الواد زيكا "المتنيل على عينه" ارتكب خطأ ما (وأحيانا قد لا يكون ارتكب)، وبدلا من التعامل الحكيم الناضج مع زيكا من قبل والديه،

بالحوار والاحتواء فربما اكتشفوا أنهم "فاهمين غلط".. أو حتى فاهمين صح

لكن يتم ضبط وإحضار زيكا وعلى ملأ من أفراد العائلة أو الجيران، وعينك ما تشوف إلا النور

:S

سيمفونية بديعة وعزف فريد من الجلد والبستفة والهجوم العنيف والهجاء المقذع!!

مع فتح سجل الجرائم الماضية وإحضار جميع سوابق المتهم وذنوبه التي فعلها والتي سوف يفعلها والتي لم يفعلها

هذا بالإضافة إلى الحشو.. حتى لا يغادر هذا الموشح صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها

إلى أن صار معروفا إن الواد زيكا دائما مقطوعة بنطلوناته ولا تطاق رائحة شراباته

وإن البت زكية بتقعد ساعة في الحمام.. وتتهته في الكلام!

ده غير إن الابن في هذه الحالة أصبح مشاعا وفيئا مستباحا

اللى يسوى واللى ميسواش يتطاولون عليه حتى صار هدفا لسليطي اللسان وحاقدي النفوس وكلاب السكك


كل هذا يخلق شعورا لدى الابن، الشعور بأنك خلعت ملابسك أو نزعها عنك أحدهم أمام الناس، بكل ما في ذاك الشعور من خزي وتعرٍ تام وشعور بالفضيحة الذي لا ينفك يصاحبك بعد ذلك كلما أخطأت أو شُبـّه لك ذلك.

في حين أنك لا تستطيع مع الاختلاف في الأسلوب وانتقاء الألفاظ ونبرة الصوت أن توجه لوالدك انتقادا حتى ولو كنت على حق

آباء كثيرون سيعتبرون ذلك تجاوزا رهيبا وندية وتطاولا منك على الذات الأبوية

"كيف تجرؤ؟ انت اللى هتعلمني؟ هو مين اللى بيربي مين؟"

الأبناء في دستور كثير من البيوت مصطلح يشير إلى الملكية والوصاية المطلقة وفرصة ذهبية لممارسة جميع السلطات المفتوحة بزاوية منفرجة مقياسها 180ْ درجة

فليس من الغريب لو حاولت التعبير عن رأيك وإبداء اعتراضك أو نقدك لوالدك أو أي شخص كبير -سنا- أن تتغير ملامحه كليا ويأتيك الرد في غلظة:

"انت بتوجهني؟ بتعرفني أعمل ايه ومعملش إيه؟ أنا مش كمسري!!"

وكأن الكمسرية وحدهم –وفقا لقانون سيادته- هم الجديرون بالنقد والمراجعة والمحاسبة

وكأن الابن أو الأصغر سنا عموما، عندما يخضع للوم والتوبيخ والإهانة فهذا لأنه كمسري!

ناهيك عن أن جملة "أنا مش كمسري" تحمل في طيتها استعلاء على الكمسرية، ونزعة عنصرية ومعاداة للسامية

;)


كما يعتقد كثيرون أن الوالد لو أخطأ فلا يجب أن يقال له ذلك أمام الابن!!... وإنما على انفراد!!

سبحان الله ... خطأ الوالد مسألة تناقش على انفراد بعيدا عن العيون وخطأ الابن يجب أن يكون على عينك يا تاجر؟؟

وإذا سألنا لماذا لا يتقبل الآباء النقد ولماذا كان من الصعب عليهم الاعتراف بالخطأ؟ فالسبب معروف

لقد وضع الوالدان قانونا مفاده أن الخطأ عار وأن المخطئ شيطان لابد أن يرجم جهارا نهارا وعلى مسمع ومرأى من أمة لا إله إلا الله

وهو قانون في ظله لا يمكن لأي إنسان أن يعترف بخطئه ... وأولهم الآباء أنفسهم ... حتى ولو كان للأبناء قانون أكثر رحمة في شأن الخطأ والمخطئين.

لماذا لا نضع قانونا جديدا ... ينظر للخطأ نظرة أكثر اعتدالا ويتعامل معه بحكمة وشجاعة؟

ولماذا لا يكون الوالدان قدوة في الاعتراف بالخطأ وتصحيحه بمرونة ويسر؟

لماذا لا نعيد اكتشاف الدساتير الخاصة بكل بيت ونقوم بتعديلات لبعض قوانينها غير العادلة؟

لأن من البدهي جدا والمتوقع أن يخضع لها من وضعها .. إن عاجلا

أو آجلا!!

Sunday, July 4, 2010

المنشور الأول :))

المحاولات لإسكات هذا الصوت كبيرة جدا. تصل أحيانا أننا نجرد الابن من كل حقوقه وآدميته كمان.
لو اختلفت مع والدك وحاولت الاستعانة بأي وسيط، فإنه وبنسبة 90% أو أكتر هياخد صف والدك لإنه معندوش الشجاعة يواجهه بخطئه أمامك
وربما كان متعشما في أن يرد والدك له الجميل في أقرب خناقة مع ابنه! ـ

تعودنا أن نسمع في الأفلام وفي الحياة العادية جملا من هذا النوع:
انت بتتحداني يا ولد؟
انت اللى هتعلمني؟ هو مين اللى بيربي مين؟
انتا هتتناقش معايا ولا إيه؟
وكمان بتقول مساء الخير؟

نظام قمع لا يمكن السكوت عليه. ومهما اختلفت وسائل القمع لن تمنعني هنا من مناقشة ونقد ما يفعله الآباء من تجاوزات أو ظلم وأحيانا كوارث.. والواقع يقول أن هناك تجاوزات وانتهاكات فعلا.. وهناك أبناء يعانون فعلا.. ويفشلون في حياتهم أيضا بسبب التنشئة الخاطئة التي تلقاها كل منهم
يا معشر الأبناء إنهم يقومون بظلم شديد فماذا نحن فاعلووووون؟
:))

قررت أن أكتب وغايتي في ذلك تفجير المشكلة وإظهارها على السطح، وإنشاء حالة من الجدل داخل المنازل،
أتحدث عن انتهاكات ليست بسبب الجهل فنستطيع أن نتلمس عذرا أو مبررا للآباء كونهم غير متعلمين،
وليست بسبب الفقر فنلقي باللوم على ضيق ذات اليد، وإنما صدرت عن أصحاب حظوظ كبيرة أو حتى متوسطة من الثراء والتعليم.
باختصار أتحدث عن أيتام من نوع آخر! ـ

فكرة الأب الإله أو الأم القديسة لا وجود لها على أرض هذه المدونة. الآباء هنا بشر عاديون يخطئون ويحاسبون ويراجعون ويناقشون ... عادي جدا.. وليس أحدهم بأي شكل من الأشكال إله .. لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون! ـ
سأقضى تماما على الفكر الذي يمنح الآباء صلاحيات مطلقة ويعفيهم من أي حساب أو حتى تقييم ويدعي أن من حقهم أن يفعلوا ما يحلو لهم بأبنائهم!
ويأخذ صف الأم أو الأب دائما، تحت شعار "انصر الوالد ظالما أو مظلوما!" .. ـ

الاعتراض على الظلم ليس عقوقا للوالدين .. التعبير عن الرأي ليس كفرا ..
الطاعة العمياء ليست من أوامر الله تعالى .... الأديان كلها حرية
ليس من حق الآباء أن يفعلوا في أبنائهم ما شاءوا كما يردد الكثير من الآباء و -مع الأسف- الأبناء أيضا! ـ

اعترضوا .. ارفضوا .. ثوروا .. واعملوا عصيان مدني كمان .. طالما أصحاب حق .. أنا عاوزاها ثورة
أتمنى توزيع منشورات الثورة على كل ابن في العالم، وأن يحتفظوا بها وسط أوراقهم وكتبهم وتحت وسائدهم
مطالبنا ليست تفاهات... وأيضا ليست معجزات
سأحرص -مخلصة- أن أعبر عن صوت الأبناء وعن اعتراضاتهم ومطالبهم وآرائهم فيما يخص علاقتهم بآبائهم.
وبدون أنانية أو تعصب .. الحق هو غايتي في هذا الحوار .. أحترم جدا كل أم أو أب يؤيدون حقوق الأبناء ويدافعون عنها بإنصاف وحيادية ... وكل ابن عاقل شجاع متمسك بحقه لم يستسلم ويتكيف بلا مقاومة! ـ

هذه الثورة لا تستهدف جميع الآباء على وجه التعميم حتى الرحماء والعادلين والحكماء منهم، ولا هي دعوة لعدم تقدير واحترام ما يبذله الآباء المخلصون من عطاء حقيقي لا يتبعه من ولا أذى، أو الآباء الذين قاموا ببعض التقصير كاستثناء لا ينفي القاعدة القائمة على رحمتهم وحبهم ورعايتهم.. فإنهم ليسوا بأنبياء.
أنا أدافع عن الأبناء المظلومين فقط .... أما الظالمون فأنا بريئة منهم

طالب بحقك بلغة واثقة وعبر عن رأيك بشجاعة أدبية، فمن يتنازل عن حقه مرة، سوف يتنازل عنه مرات.
فإذا تخليت عن حقك من الآن، ماذا ستفعل عندما تتزوج، أو تعمل؟ وكيف ستتعامل مع أصدقائك، وكيف ستتعامل مع أبنائك؟ هل ستكون عديم الشخصية معهم أيضا؟ أم ستمارس عليهم ما مورس عليك من اعتداء؟
إذا قبلت بالظلم أو الإهانة في منزلك ومن أبويك كيف سترفضهما من أي شخص آخر؟

لو كنت تريد أن تبني شخصيتك بصورة سليمة وأن تنجح في حياتك كابن، أو كأب يريد الخير لابنه بعيدا عن الاستبداد والأنانية
اتبعاني من هنا ---->
:))