Friday, July 16, 2010

في بيتنا قوانين وضعية


فضيحة!

إنها بالضبط حالة تشهير و"نشر غسيل" وفضيحة بجلاجل وجرسة أم حناجل ونوع من أنواع "فرد الملاية" لمواطن!

ولنفترض أن الواد زيكا "المتنيل على عينه" ارتكب خطأ ما (وأحيانا قد لا يكون ارتكب)، وبدلا من التعامل الحكيم الناضج مع زيكا من قبل والديه،

بالحوار والاحتواء فربما اكتشفوا أنهم "فاهمين غلط".. أو حتى فاهمين صح

لكن يتم ضبط وإحضار زيكا وعلى ملأ من أفراد العائلة أو الجيران، وعينك ما تشوف إلا النور

:S

سيمفونية بديعة وعزف فريد من الجلد والبستفة والهجوم العنيف والهجاء المقذع!!

مع فتح سجل الجرائم الماضية وإحضار جميع سوابق المتهم وذنوبه التي فعلها والتي سوف يفعلها والتي لم يفعلها

هذا بالإضافة إلى الحشو.. حتى لا يغادر هذا الموشح صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها

إلى أن صار معروفا إن الواد زيكا دائما مقطوعة بنطلوناته ولا تطاق رائحة شراباته

وإن البت زكية بتقعد ساعة في الحمام.. وتتهته في الكلام!

ده غير إن الابن في هذه الحالة أصبح مشاعا وفيئا مستباحا

اللى يسوى واللى ميسواش يتطاولون عليه حتى صار هدفا لسليطي اللسان وحاقدي النفوس وكلاب السكك


كل هذا يخلق شعورا لدى الابن، الشعور بأنك خلعت ملابسك أو نزعها عنك أحدهم أمام الناس، بكل ما في ذاك الشعور من خزي وتعرٍ تام وشعور بالفضيحة الذي لا ينفك يصاحبك بعد ذلك كلما أخطأت أو شُبـّه لك ذلك.

في حين أنك لا تستطيع مع الاختلاف في الأسلوب وانتقاء الألفاظ ونبرة الصوت أن توجه لوالدك انتقادا حتى ولو كنت على حق

آباء كثيرون سيعتبرون ذلك تجاوزا رهيبا وندية وتطاولا منك على الذات الأبوية

"كيف تجرؤ؟ انت اللى هتعلمني؟ هو مين اللى بيربي مين؟"

الأبناء في دستور كثير من البيوت مصطلح يشير إلى الملكية والوصاية المطلقة وفرصة ذهبية لممارسة جميع السلطات المفتوحة بزاوية منفرجة مقياسها 180ْ درجة

فليس من الغريب لو حاولت التعبير عن رأيك وإبداء اعتراضك أو نقدك لوالدك أو أي شخص كبير -سنا- أن تتغير ملامحه كليا ويأتيك الرد في غلظة:

"انت بتوجهني؟ بتعرفني أعمل ايه ومعملش إيه؟ أنا مش كمسري!!"

وكأن الكمسرية وحدهم –وفقا لقانون سيادته- هم الجديرون بالنقد والمراجعة والمحاسبة

وكأن الابن أو الأصغر سنا عموما، عندما يخضع للوم والتوبيخ والإهانة فهذا لأنه كمسري!

ناهيك عن أن جملة "أنا مش كمسري" تحمل في طيتها استعلاء على الكمسرية، ونزعة عنصرية ومعاداة للسامية

;)


كما يعتقد كثيرون أن الوالد لو أخطأ فلا يجب أن يقال له ذلك أمام الابن!!... وإنما على انفراد!!

سبحان الله ... خطأ الوالد مسألة تناقش على انفراد بعيدا عن العيون وخطأ الابن يجب أن يكون على عينك يا تاجر؟؟

وإذا سألنا لماذا لا يتقبل الآباء النقد ولماذا كان من الصعب عليهم الاعتراف بالخطأ؟ فالسبب معروف

لقد وضع الوالدان قانونا مفاده أن الخطأ عار وأن المخطئ شيطان لابد أن يرجم جهارا نهارا وعلى مسمع ومرأى من أمة لا إله إلا الله

وهو قانون في ظله لا يمكن لأي إنسان أن يعترف بخطئه ... وأولهم الآباء أنفسهم ... حتى ولو كان للأبناء قانون أكثر رحمة في شأن الخطأ والمخطئين.

لماذا لا نضع قانونا جديدا ... ينظر للخطأ نظرة أكثر اعتدالا ويتعامل معه بحكمة وشجاعة؟

ولماذا لا يكون الوالدان قدوة في الاعتراف بالخطأ وتصحيحه بمرونة ويسر؟

لماذا لا نعيد اكتشاف الدساتير الخاصة بكل بيت ونقوم بتعديلات لبعض قوانينها غير العادلة؟

لأن من البدهي جدا والمتوقع أن يخضع لها من وضعها .. إن عاجلا

أو آجلا!!

Sunday, July 4, 2010

المنشور الأول :))

المحاولات لإسكات هذا الصوت كبيرة جدا. تصل أحيانا أننا نجرد الابن من كل حقوقه وآدميته كمان.
لو اختلفت مع والدك وحاولت الاستعانة بأي وسيط، فإنه وبنسبة 90% أو أكتر هياخد صف والدك لإنه معندوش الشجاعة يواجهه بخطئه أمامك
وربما كان متعشما في أن يرد والدك له الجميل في أقرب خناقة مع ابنه! ـ

تعودنا أن نسمع في الأفلام وفي الحياة العادية جملا من هذا النوع:
انت بتتحداني يا ولد؟
انت اللى هتعلمني؟ هو مين اللى بيربي مين؟
انتا هتتناقش معايا ولا إيه؟
وكمان بتقول مساء الخير؟

نظام قمع لا يمكن السكوت عليه. ومهما اختلفت وسائل القمع لن تمنعني هنا من مناقشة ونقد ما يفعله الآباء من تجاوزات أو ظلم وأحيانا كوارث.. والواقع يقول أن هناك تجاوزات وانتهاكات فعلا.. وهناك أبناء يعانون فعلا.. ويفشلون في حياتهم أيضا بسبب التنشئة الخاطئة التي تلقاها كل منهم
يا معشر الأبناء إنهم يقومون بظلم شديد فماذا نحن فاعلووووون؟
:))

قررت أن أكتب وغايتي في ذلك تفجير المشكلة وإظهارها على السطح، وإنشاء حالة من الجدل داخل المنازل،
أتحدث عن انتهاكات ليست بسبب الجهل فنستطيع أن نتلمس عذرا أو مبررا للآباء كونهم غير متعلمين،
وليست بسبب الفقر فنلقي باللوم على ضيق ذات اليد، وإنما صدرت عن أصحاب حظوظ كبيرة أو حتى متوسطة من الثراء والتعليم.
باختصار أتحدث عن أيتام من نوع آخر! ـ

فكرة الأب الإله أو الأم القديسة لا وجود لها على أرض هذه المدونة. الآباء هنا بشر عاديون يخطئون ويحاسبون ويراجعون ويناقشون ... عادي جدا.. وليس أحدهم بأي شكل من الأشكال إله .. لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون! ـ
سأقضى تماما على الفكر الذي يمنح الآباء صلاحيات مطلقة ويعفيهم من أي حساب أو حتى تقييم ويدعي أن من حقهم أن يفعلوا ما يحلو لهم بأبنائهم!
ويأخذ صف الأم أو الأب دائما، تحت شعار "انصر الوالد ظالما أو مظلوما!" .. ـ

الاعتراض على الظلم ليس عقوقا للوالدين .. التعبير عن الرأي ليس كفرا ..
الطاعة العمياء ليست من أوامر الله تعالى .... الأديان كلها حرية
ليس من حق الآباء أن يفعلوا في أبنائهم ما شاءوا كما يردد الكثير من الآباء و -مع الأسف- الأبناء أيضا! ـ

اعترضوا .. ارفضوا .. ثوروا .. واعملوا عصيان مدني كمان .. طالما أصحاب حق .. أنا عاوزاها ثورة
أتمنى توزيع منشورات الثورة على كل ابن في العالم، وأن يحتفظوا بها وسط أوراقهم وكتبهم وتحت وسائدهم
مطالبنا ليست تفاهات... وأيضا ليست معجزات
سأحرص -مخلصة- أن أعبر عن صوت الأبناء وعن اعتراضاتهم ومطالبهم وآرائهم فيما يخص علاقتهم بآبائهم.
وبدون أنانية أو تعصب .. الحق هو غايتي في هذا الحوار .. أحترم جدا كل أم أو أب يؤيدون حقوق الأبناء ويدافعون عنها بإنصاف وحيادية ... وكل ابن عاقل شجاع متمسك بحقه لم يستسلم ويتكيف بلا مقاومة! ـ

هذه الثورة لا تستهدف جميع الآباء على وجه التعميم حتى الرحماء والعادلين والحكماء منهم، ولا هي دعوة لعدم تقدير واحترام ما يبذله الآباء المخلصون من عطاء حقيقي لا يتبعه من ولا أذى، أو الآباء الذين قاموا ببعض التقصير كاستثناء لا ينفي القاعدة القائمة على رحمتهم وحبهم ورعايتهم.. فإنهم ليسوا بأنبياء.
أنا أدافع عن الأبناء المظلومين فقط .... أما الظالمون فأنا بريئة منهم

طالب بحقك بلغة واثقة وعبر عن رأيك بشجاعة أدبية، فمن يتنازل عن حقه مرة، سوف يتنازل عنه مرات.
فإذا تخليت عن حقك من الآن، ماذا ستفعل عندما تتزوج، أو تعمل؟ وكيف ستتعامل مع أصدقائك، وكيف ستتعامل مع أبنائك؟ هل ستكون عديم الشخصية معهم أيضا؟ أم ستمارس عليهم ما مورس عليك من اعتداء؟
إذا قبلت بالظلم أو الإهانة في منزلك ومن أبويك كيف سترفضهما من أي شخص آخر؟

لو كنت تريد أن تبني شخصيتك بصورة سليمة وأن تنجح في حياتك كابن، أو كأب يريد الخير لابنه بعيدا عن الاستبداد والأنانية
اتبعاني من هنا ---->
:))