Friday, November 18, 2011

هتموت الساعه كام؟! ـ

إذا أصررت على قرارك هذا فسوف تقتل أباك!
لو سافرت للعمل أو للدراسة سيصاب والدك بالشلل!!
ولو تزوجت فلان أو لم تتزوج فلانة فسوف تصاب أمك بسكتة قلبية!!
ولو فعلت كذا وكذا سيصاب والداك بجلطة!

و و و إلى آخر هذه الإدعاءات والتهديدات الغريبة التي تعطينا حجما أكبر من حجمنا وقدرات خارقة لا نملك شيئا منها.
الغرض الرئيسي من هذا الأسلوب هو قهر الابن قهرا معنويا ودفعه لترك شيء أو فعل شيء وهو متوهم أنه بذلك (يضحي) من أجل إنقاذ روح أبيه أو أمه!!
ويزيد الأمر سوءا قيام أحد الوالدين بالشكوى والنحيب والتمارض واتهام الابن أنه المتسبب في كل ذلك، وفي المقابل يوجد كثير من السفهاء ينقادون وراء كلام الأب أو الأم بلا تفكير ويتعاطفون مع الوالد ويشيع عن الابن أنه قاتل أبيه!

وسؤالي للآباء الذين يستخدمون هذا الأسلوب: كيف عرفتم أنكم ستموتون؟ كم عدد السنوات المتبقية لكم إذن؟ ربما كان ما يتبقى للابن من سنوات في الحياة أقل مما يتبقى لكم، فما أدراكم؟؟
وما دخل الموت بما يختلف فيه الأبناء مع آبائهم؟؟ ثم إن هناك كثير من الأبناء يقولون آراءهم ويتخذون قرارات فردية ويعترضون ويتذمرون، ولا تتوقف وظائف القلب والكبد والكلي ولا يموت أحد من جراء أفعالهم البريئة تلك!
وهل لو تراجع الابن عن القرار الذي لا يعجب الأب أو الأم، عندئذ سيضمن ويضمنا أنهما لن يموتا ؟؟

أرجوكم كفى!! كفى استبدادا وابتزازا وتهديدا واستخفافا بعقولنا،
فلتموتوا غدا لو قدر الله لكم الموت ولكن اتقوا الله في أبنائكم واعلموا أنكم ستحاسبون على ما ارتكبتم في حقهم.
واعلموا أنه لا يهم كم سيعيش الأب ولا متى سيموت، المهم هو ما يفعله في حياته.

في المرة القادمة عندما تتخذ قرارا لا يعجب والدك، فيهددك أنه سيموت لو نفذت قرارك، عندئذ اسأله: هيموت الساعه كام؟!