Wednesday, July 25, 2012

كيفية إحباط مبادرات الإصلاح


عندما أفكر في حلول لتحسين العلاقة بين الابن وأبويه مثل اقتراح بأن يطلب الابن من والديه الحوار ويخبرهما بما قاما به من أفعال أغضبته
فأتخيل أن رد فعل الأم والأب على كلامه هو الإنكار والتجريح والإهانة وتعديد أخطاء الابن على طريقة "الهجوم خير وسيلة للدفاع"
فإذا بي أشرد بذهني بعيدا ثم أصمت...!!


عندما أفكر في حلول لتحسين العلاقة بين الابن وأبويه مثل اقتراح بأن يكتب الابن لأمه أو لأبيه رسالة يعبر فيها عن مشاعره وآماله واحتياجاته منهما ويضعها في غرفة نومهما أو حيث يمكنهما رؤيتها 
فأتخيل أن أحدهما أو كلاهما بعد أن رأى الرسالة أمسك بها ببرود ثم قرأها دون تأنٍ ثم تركها في استهتار أو ألقى بها في سلة المهملات!!
فإذا بي أشرد بذهني بعيدا ثم أصمت... !!


عندما أفكر في حلول تساعد على تقريب المسافات وإزالة الفجوة بين الابن وأبويه كاقتراح أن يحاول الابن أن يشرك أبويه في المجال الذي يحبه ويحكي لهما باهتمام وتأثر عن هوايته المفضلة
فأتخيل أنهما لم ينظرا إليه وهو يتكلم ولم ينصتا له.. فإذا أصر أن يستمعا له صاحا في وجهه وأخبراه أن وقتهما مشغول وليسا مثله لا شغلة ولا مشغلة!! 
ثم ختماها بأن سخرا مما كان يحكيه لهما... أشرد بذهني بعيدا ثم أصمت... !!


عندما أفكر في بعض التنازلات التي يمكن أن يقدمها الابن لأبويه لكي يرضيهما ويستميل قلبيهما فيرقـّا له ويتوقف الصراع المحتدم
ومن جانبهما يقدما بدورهما بعض التنازلات لكي يصعد مؤشر الحب والتسامح فيما بينهم ويهبط مؤشر العناد والتحدي والأنانية
لكن أتخيل أنهما قابلا مبادرته لحل الخلاف باستهانة وسوء تقدير وافترضا أن هذا واجب عليه وليس تفضلا منه واشترطا المزيد من التنازلات المتعسفة مع مطالبته بالإذعان الكامل!!
فإذا بي أشرد بذهني بعيدا ثم أصمت....!!


عندما أفكر في إمكانية أن يكون العتاب الفوري على أي خطأ يصدر من الأبوين وسيلة جيدة لإزالة أي عوالق سلبية تشوب العلاقة بين الطرفين
فأتخيل أن رد فعل الأبوين هو رفض الاعتراف بالخطأ بل تكراره للتوكيد!! وارتكاب المزيد من الأخطاء ربما بالاعتداء على الابن أو معاقبته أنه تجرأ وانتقد سلوك أبويه!! 
فإذا بي أشرد بذهني بعيدا ثم أصمت... !!


عندما تـُقابل محاولات الابن للتقرب من أبويه بكل برود وتجاهل.. وعندما تؤدي محاولات الابن إصلاح عيب عند أبويه أو النهي عن اعتداء يقع منهما عليه إلى ارتكاب المزيد من الأخطاء والانتهاكات 
وتأخذ الأزمات في التصاعد وتأخذ المشكلات في التعقيد..
أشعر بالإحباط الشديد..
 لكل خيبات الأمل التي يحسها الأبناء وهم يبادرون لحل مشكلة، فيستقبلون المزيد!!